الحب والجمال والأخلاق

أنا لا أكذب وحديث الصدق في هذه الآونة اصبح فارغاً لاتتداولة إلا ألسنة وأقلام الفارغون ..
أنا لآ أكذب وفي الطرف الآخر يتردد صوت بعبارات تقول (نعلم أنك من الصادقين )
في حين قد يكون القائل في قمة الكذب ويعلم أنه كاذب ولكن المريب في الأمر أن الأخرين
لا يعلمون أنه كاذب ومع ذلك وصف بالصدق ...فهم غير معنيين بالبحث وراء الجزئيات
التي تشكل ذلك القائل إن كان كاذباً أو صادقا في قوله وأفعاله..
لماذا نكذب ..؟ سؤال طرح مراراً وتكراراً ووجد له ألف إجابة إلا أنه الى الآن لم ترد إجابة واحدة
تقنعني بلماذا نكذب ...؟ قد نمارس الكذب لأننا مطالبين أن نقول للأخرين أموراً وقضايا لا نعرف عنها شيئاً
أو قد نكون مضطرين لإخفاء جوانب من شخوصنا تعيش في ظلام دامس بعيد عن المعرفة
أو قد نمارس الكذب فقط لنثبت أننا نعلم كل شيء في كل شيء وبشتى أنواع الاختصاصات..
أرجوك قارئي الكريم لا تلتفت الى ماكتب أعلاه فما هو إلا عبارة عن كذبة صغيرة استحضرتها
هذا المساء بعد نهار امتلأ بالصدق عفواً قصدي بالاكاذيب ..

أعلم أني مررت بكل أنواع الاخلاقيات السيئة و الفاضلة فتعلمت أن أعالج كل جزئية بمنطقية شديدة
ومع ذلك كان من الافضل و الأمثل أن اتنحى جانباً و أقف موقف المتفرجة ،بينما آخرون مضوا في نفس
المنهج كذلك فاتخذوا موقف المتفرجين على الاحداث إلى أن اكتشفت بأن المشكلة لا تكمن لدينا
بل المشكلة تكمن في الحياة التي ترفض المنطقية..
فمن يتناول قطعة من الهمبرغر يعلم بما فيها من جراثيم و ملوثات وبكتيريات ومع ذلك يفضل
تناولها في حالة الغاء المنطقية والعقل لكي لا يفقد لذة الهمبرغر في فمه و معدته التي باتت
مستودعاً وكوكباً للبكتيريات..
فإن تقدم أحدنا ليقول له بأن مايتناوله بالصحة يلحق الضرر لكانت ردة الفعل بأخلاقيات الحياة
لأنه ببساطة قد حاول ذلك الاحدهم أن يفسد بعض الملذات ..
بين الانسان والحقيقة بون شاسع غير مستعد للوصول اليها و التعلق بها فالحقيقة دائماً
تفسد الملذات وتظهر الموجعات ...!!

أرجوك قارئي الكريم لا تلتفت الى ماكتب أعلاه فما هو إلا عبارة عن كذبة صغيرة استحضرتها
هذا المساء بعد نهار امتلأ بالصدق عفواً قصدي بالاكاذيب ..
للكذب مذاق أجمل و ألذ من مذاق الحقيقة و الصدق ..
لماذا ...؟
جدلية قابلة للمزيد من المقالات ...