مازوخيات
by
, 29-01-2010 at 22:39 (5399 المشاهدات)
كلنا نتبغي دروب الجنان و الرضوان
ومع ذلك نسير بأقدامنا في درب الجحيم
نطالب بمنع عمل الأطفال ونسمح لهم بالتسول
أما السرقة فهي ممنوعة على الصغار
لكنها مسموحة للكبار فقط ...
الصحافة بوق بأيدي الحكام و التجار و جماعات الاستثمار
باقات النرجس تتسامق ببتلاتها بينما جذورها منغرسة في الوحل والطين والطمي
جماعة من الاثرياء تمثل كل الفقراء في وطني
و سجون مفتوحة لاستقبال الابرياء
عائلات وأسر بلا رجل يحميها
في حين نساء راحت تتعاطى الاوهام وأفلام البورنو
إن فكرنا في الذهاب بأي درب فإن خطواتنا تقودنا نحو الوراء و نحو حتفنا
في زمن ادعاء الحرية و التحرر من كل السلطات
نجد بزوغ افكار مختلفة منها ضالة ومنها مضلة
ومنها يقودك رغماً عنك الى الجحيم
الحرية اليوم أتاحت للمرأة أن تلتهم كل الذكور دفعة واحدة
أما الشعراء لايزالون يتهمون الكلمات بأنها صامتة وصماء ..
وكتاب يقولون لنا لا تثق بالنساء و الطقس
لعل معهم حق في ذلك كوننا نحيا في أزمنة نسائية بحتة
و كما تم حجب الثقة عن النساء فلذلك دلالات و مؤشرات
فالنساء عامة (الا من رحم ربي) حريصات على مشاعرهن
و أوقاتهن .. وأخريات حريصات على حب الرجل صاحب الدم الخفيف
و الضحكة العريضة و الابتسامة الرنانة .. وأخريات حريصات
على جذب كل الرجال من كل الانواع ولو كانوا من الكاذبين..
ويكبر هذا الواقع مع الوقت ومع تعاطي الحرية الى أن نجد أنفسنا
في أكبر سوق بتاريخ البشرية آلا وهو سوق ابليس واعوانه
من النساء والرجال ..
فلا يبقى سوى الاستغفار والتوبة تارة و الوقوع في أتون الخطيئة تارات
إلى أن تقضي الخطايا ماتبقى منا و تلغي وجودنا كبشر ينتمي لصنف الانسان
و نلوذ الى الاغتسال من آثار تلك الخطايا ولكن عبثاً لا بد أن تفوح في كل الارجاء
رائحة الشهوات فلا ماء يطفيها ولا أنهار تطهرنا مما علق بنا من آثام ..
فمن يفكر بالنجاة بنفسه وروحه و جوارحه في زمن التحرر هذا
ماعليه سوى اللجوء للعفة ... قالعفة هي الدرب الأول لنعرف من خلالها
قيمة الحياة وقيمة الاشياء ولو كنا لا نمتلك اي شيء.