زفرات شام
by
, 21-01-2010 at 12:04 (4346 المشاهدات)
لا يحضرني فكرة مقالة و مع تشعب القضايا الداخلية والعربية و العالمية
تنأى الفكرة عن عقلي وكأنها في وادٍ وكأني في مجرة لا تنتمي لمجرتنا المعروفة
كم هو صعب أن تجتمع لديك عوامل الكتابة و التحليل و تبادر لإمساك القلم
فتراه يكتب باللون الأبيض على الورقة البيضاء و لا ترى أثراً لمحور أفكارك
و كم هو صعب أن تحاول ملئ القلم بالمداد ومع ذلك يصر المداد على الرسم
باللون المائي أو الابيض ..
لتحاول بعد اقتلاع عينيك وراء السطور الفارغة فلا تجد فيها سوى ارتسامات
ريشة القلم المحفورة على الورق بدون ملامح مؤبجدة أو حروف مجتمعة
تشكل الفكرة والمقالة و الموضوع.
وكيف يصل المرء لتلك الحالة من الـ لااتزان ..؟
بكل بساطة وسهولة حالة فقدان الوزن في الاثير الجوي و الديمغرافي تأتي
من حالات الاحباط و كثرة المستنقعات من حولك ..
فكلما تجاوزت بركة وجدت مستنقعاً ممتلئ بالتماسيح التي تحاول نهش لحمك
وكسر عظمك ..
وكلما اقتربت من تجاوز كل المستنقعات تلوح لك أيدٍ تدعي الرحمة وما هي الا أيدي
تحمل القتل الرحيم المرفوض شرعاً و المقبول علمياً ..
فيحاول ذاك الرحيم صاحب القتل الرحيم أن يقتنصك في برهة و أن يتسلقك في هنيهة
وحينما ترفض أن تكون أداة متعة يأفل عنك الرحيم لتتحول رحمته الى عذابات شتى ..
فيذهب الى أعداءٍ لكَ ليتحالف معهم وكأنهم هم الذين يسطرون ..
و ينهمر عليهم بالدعم المعنوي و المادي .. و يبرزهم على أكتافك و على حساب مبادئه
التي كانت في يوماً مجرد سراب لا أكثر بعيني من كان يبحث عن موطئ رحمة ..
و يتجاهل جهدك المختلف المتفرد ويحاول أن يدهسك بعجلات من حروف وكلمات لتقضي
عليك فتكون أنت أضحية هذا العالم الذي لم يعد يعرف فيه أيهم رحيم وأيهم ظالم
أيهم ابيض وأيهم أسود وأيهم بطل و فدائي وأيهم نذل و حقير ..
في الكون آيات عدة تشير لأفكار شتى فالمستنقع يستجلب الذباب و البعوض و أمراض
الملاريا و البكتريا ..
و في الكون طيور وطيور على اشكالها تقع ..
وفي الكون هضاب و فيه جبال راسيات
وفي الكون رفيع الشأن ووضيع الشأن
وفي الكون الصفصاف وفيه نبتات كالأقزام ...
وفي الكون الشرفاء و الأتقياء وفيه الثعالب و الذئاب ..
كل وليف الى وليفه يلفي مقولة لم اخترعها .. ولم يخترعها هذا الجيل إنما سطرها الاجداد
و عندما قالوا الطيور على اشكالها تقع لم يكذبوا بل كانوا في قمة فلسفة الحياة ..
رؤى وصور وانطباعات تخرج مع زفراتي آهاتي و آلامي ..
حينما أرى الناس تجري وراء مايلمع ولو لم يكن ذهباً
و تتجاهل المعدن الغالي النفيس النادر الوجود و النادر الحضور هذا اليوم..
زفرات شام كانت على هامش إحدى المشاهدات وإحدى التقليعات و الصرعات
حينما يتخلى الرجل عن دوره في الريادة ويصبح مجرد شيف في مطبخ .