الصهيونية العربية ...؟!!
by
, 11-06-2010 at 16:42 (8051 المشاهدات)
اعتكف العقل العربي لأزمنة مضت حول مفهوم الصهيونية تلك الجماعة القادمة من جبل صهيون فأسست لها لوبي كبير تحت غطاء أمريكي و أوربي تمهيداً لقيام دولة اسرائيل .
ولسنا بمعرض العرض لفكر الحركة الصهيونية عبر التاريخ ومخططاتها فالطفل الصغير بات يعرفها .
المشكلة التي نعاني منها أننا لاندرك سوى وجه واحد لأي قضية و لانرى الا جانب أحادي لأي سلوك واستراتيجية ، فحسب تأطير عقولنا لم يعد لدينا المقدرة لرؤية الوجه والوجه الآخر لأي قضية .
فالصهيونية كنهج واستراتيجية ليست فقط تلك الجماعة التي تكبر يوماً وراء يوم ..
وليست فقط التي تنفذ المخططات للاستيلاء على العالم بأسره ، لنتمعن مايحدث حولنا سنرى أن للصهيونية أكثر من وجه ..
أولى ملامح الصهيونية العربية تتجسد في نظام ديكتاتوري قرر وسط هبوب عواصف الاحداث أن يقوم ببناء جدار فولاذي عازل بين بلاده وبين قطاع يكاد أهله يلفظون أنفاسهم الأخيرة تحت وطأة الحصار المستدام منذ سنوات وبدل أن يتم نبذ ذلك النظام ورميه في قمقمائية التاريخ لا .. بل تصرف لجيوبه مليارات الدولارات كل عام أما صفاقة وسماذجة هذا النظام تبدو لنا بغاية السخف ومثيرة للضحك حنيما نسمع أو نرى أو نقرأ له تصريحات وتنديد ضد الحصار المفروض من قبله ومن قبل الاعداء فيسوق لعقولنا أجندة معدة مسبقاً تبرز مواقفة الوطنية ويطالب بعدم المزايدة على تلك المواقف التي لا يمكن وصفها الا بالخسة والعار والانحطاط ، أليس هذا الموقف ينتمي للصهيونية أم له تسمية اخرى و تحليل آخر...!!
أما الصهيونية العربية فتبدو شديدة الوضوح لا تحتاج سوى لأقلام تتناولها وعقول تحللها ...!! ومنها :
أن تقف مجموعة من المحسوبين على عالم الكتابة في أحد المواقع الشهيرة يتبنون الفكر الليبرالي بشكل صريح وواضح مدافعين ومناصرين لارتكاب اسرائيل للمجازر
وارهابها و يبحثون لها عن الاعذار و الاسباب والمسببات في حين اسرائيل بقوتها وامتلاكها للراي العالمي لم تستطع الدفاع عن نفسها أمام شعوب العالم وسلكت اسلوب الكذب والتدليس و تشويه الحقائق ومع ذلك لم يكن لهذا الاسلوب نفاذ في عقول الشعوب التي باتت تعلم كل شيء ..!
إن المواقف المذكورة اعلاه ليست بحاجة لأقلام عملاقة تتناولها وتفضحها وتعري وجهها الخادع وفكرها المنحرف ، بل تحتاج لهيئة من العرافين وقراء الغيب و المنجمين لايجاد مايبرر لهم تلك المواقف التي لم أجد لها تسمية سوى مواقف متصهينة.
فماذا يعني أن نصادف أقلام في مواقع معروفة تدافع عن الارهاب الاسرائيلي وماذا يعني أن نراها تتناول الاعتداء على الأحرار على متن السفن التركية وماذا يعني أن تدافع تلك الاقلام عن اطلاق الرصاص في رؤوس العزل و الابرياء، وماذا يعني أن يقوم البعض من تلك الاقلام المتلبرلة بادانة المقاومة الفلسطينة ومواقف سوريا ، وماذا يعني أن نقرأ لقلم ليبرالي آخر يشكيك بالمواقف التركية ، وماذا يعني أن نرى الفشل يحيط بالعرب وزعماء العرب أمام فرصة تاريخية كان يمكن استثمارها لنصرة القضية ..؟
وماذا يعني ذلك الخضوع لبراثن الصهيونية العالمية و الارهاب الاسرائيلي أهو الخوف أو الخشية من فقدان الزعامة التاريخية الرابصة على صدورنا منذ عقود .
تحولات تحتاج فعلاً لسحرة تفكك رموز ذلك الخضوع في حين راح البعض من اليهود أنفسهم يدينون تصرفات حكومتهم الارهابية أما بعض الصحف الاسرائيلية لكي نتوجع أكثر ذهبت لإدانة الحكومة الاسرائيلية ووصف المخابرات بالفشل ...!!
في حين يسود صمت مريب على كافة وسائلنا الاعلامية الرسمية والخاصة بعد سكون عاصفة الاعتداء على السفن التركية في حين ذهبت تلك الفئات كذلك للدفاع عن اسرائيل وايجاد المبررات لتلك الانتهاكات .
ان هذا الاتجاه يصح أن نسميه بالصهيونية العربية اتجاه لايمت للانسانية بأي صلة فلا احترم معنى العروبة ولا احترم حقوق الانسان ، عروبة متصهينة لم أجد لسلوكها سوى أنها ذات محتوى أهوج يعاني من خلل نفسي حولته من صفوف الاسوياء الى صفوف لا أجد لها تسمية سوى صفوف متصهينة هوجاء وجوفاء تتبع التقليد الأعمى ناطقين باللغة العربية ولا يمتلكون مقومات العروبة أو الاسلام أو حتى الانسانية .
الصهيونية العربية الجديدة بت أدرك أنها أخطر من العلمانية و الليبرالية و الشيوعية أفرادها فاقدين لمعنى الرجولة والانسانية يتطوعون بشكل ارادي لتكريس الدفاع عن ارهاب واجرام اسرائيل ضد العزل و الاحرار ، فهم يعتقدون بذلك سينالون المجد الاعلى لكن هيهات فلا يزال التاريخ يتكلم وجيش لحد لا يزال له فلول هنا وهناك حينما تخلت عنهم اسرائيل بعد تطويع تام لخدمة مصالحها ثم أعطتهم ظهرها ليتم تسجيلهم في سجلات العمالة والخيانة في مزبلة التاريخ.