حقيقة واقع . .
by
, 31-05-2010 at 00:01 (14113 المشاهدات)
خرج أحد أصدقائي من بيته ذات يوم متجهاً لأجراء مقابله له
في أحدى المؤسسات العامة لأعادته إلى مكانه فيها..
حيث أنه مرّ في أيام قاسية جعلته يتغيّب عنها كثيراً..
حتى صدر في حقه فصله منها..
فتقدم بطلبه مع رجائه لأعادته..
فحدّدوا له موعداً لاستماع موقفه وظروفه منه
لأعلمهم أنه ذو كفاءة وقدرة ونشاط في مجال عمله..
وبينما وصل إلى هناك.. وجد ثلاثة منهم في استقباله
ومن بينهم رجلاً كان كثيراً ما يحدثني عنه..
ويقول أنه من أكثر البشر حسداً في أمري..
وكلما قدمت شيئاً لتلك المؤسسة كان يعترض عليه
دون حتى معرفة تفاصيله..
فكثيراً ما يرهقني موقفه مني..
ولا أعلم عن أيَّ شئ قد فعلته في حقه
أو أيَّ شئ يسئ له مما يجعله يكرهني كل هذا الكره..
ويعترض دربي في شؤون عملي..
وفي نهاية الأمر خرج ذلك الصديق برفضه
لأن ذلك الرجل قد أبطل أمكانية قبول أعذاره بحديثه أنه تحرر عنه..
وأكتشف أنه لا وجود لتلك الظروف..
ويقول حينها خرجت محطماً محترقاً في أعماقي
مدركاً أن في هذه الحياة من السهل أن تجد فيها من يعاديك ويبغضك
حتى أنه لا يعرفك لمجرد نجاحك في عملك.. !!
فكم أحزنني حال صديقي وكم أخذ أثر موقفه من الحياة في نفسي..
حتى أنني تمنيت لو الأمر بيدي..
لقتلت كل من كان في الحسد يحسد غيره..
فما كان ذلك الصديق إلا قلباً طيباً وخلقاً كريماً
فما ذنبه أن يلاقي ما وجده من ذلك الرجل.. !؟
ولكنني في حالة تأملية وأعمق رؤية للأشياء..
أدركت أن كل ما يحدث لنا من أشياء في الحياة وتعكسنا
هي ما كانت إلا لتخبرنا عن الأسوأ ما في غيرنا وعن الأجمل ما فينا..
فبعض البشر أنني أعجب من أمرهم..
فسلوكياتهم في تعاملهم مع الآخرين تفضحهم..
وتجعلهم عرايا في نواياهم.. ولكنهم لا يعلمون حقيقتهم..
ولا يعلمون أن المحسود الذي حسدوه . . أنه في نعمة كبيرة من حسدهم له..
فما كان ذلك الحسد إلا دليلاً على أن المحسود أكبر قدراً وشأنناً من الحاسد..
وليتهم يعلمون...
فبقى يا صديقي كما أنت فأن طيبتك أبقى من الحياة نفسها..
وما تخلى عنك مع قدرتك وكفاءتك إلا لأنه لا يستحقك
فلا تحزن .. أن لك من الحياة ما لغيرك..
وربك أعلم بك ولنبّلك منه أجره وتوفيقه.