لحظة من فضلك
by
, 18-05-2010 at 01:05 (17000 المشاهدات)
قد تكون لحظة من أزمنة مديدة كفيلة بتغيير الحياة بأي اتجاه آخر إنها لحظة فقط لا أكثر ولا أقل ..
هي لحظة تفصل بين أحداث الحياة فتحولها الى أي اتجاه على بوصلة الأزمنة
و مسبار الأمكنة ..
هي لحظة ... ليتني كنت هنا .. ليتني قلت كذا .. ليتني فعلت كذا .. ليتني
ياللحسرة .. وياليتني ... ولعلي... وقد ... إنها مجرد لحظة غير مدرجة في تقويم الأيام ولا يتولى تأريخ بـ أرشفتها بين ملفات المنصرم أو القادم ..
هي لحظة فقط ... تمر على الرفيع و على الوضيع ... و تتجاهل كل فاشل أو متفوق ليس لديها اعتبارات لـ ذي ثروة أو لذي درهم ..
هي لحظة فقط لا تهتم بنا من نكون وإلاما سنصبح .. فهي لحظة ضائعة في عرف المواقيت و تعاقب الفصول.
ولأنها تعلم بأننا سنصبح فيما بعد غير ما نحن عليه الآن ،فهي ترسم و تسطر إحداثيات لـ جغرافيا حياتنا و سنوات عمرنا .. إنها لحظة ذات كينونة آنية في حين نحن المعنيين عما حدث قبلها وما سيحدث بعدها...لحظة نحن فيها ولا شيء و قد نكون كل شيء ..
هي اللحظة التي لا أعلم متى ستأذن بالقدوم ومتى ستعلن الاياب فهي ليست متعلقة بالظرف المكاني ولا الزماني لأنها هي لحظة قد تمازج فيها البداية و النهاية و الموت و الحياة و الضوء و الظلام والحزن و الفرح و النصر و الهزيمة ..
هي لحظة لاحدود لها ولا ترى بالعين إنها هي التي تحملنا على التأخر لحظة عن مواعيدنا و هي التي تجعلنا نحضر مبكرين في مواعيد أخرى ..
لحظة مجرد كلمة نقولها وكنا نتمنى أن لا نقولها هي طرفة الهدب في العيون بين رغبتنا أن نغمض الأجفان و في نفس الوقت نتمنى أن تبقى أعيننا مفتوحة ، إنها كل شيء كان من المفترض علينا أن نؤديه ولم نؤديه لحظتها، وهي كل شيء أديناه و كان من المفترض أن لا نؤديه لحظتها.
هي لحظة من ندم و وجل و ارتعاد في المكان وهي الكفيلة بتلاشي تلك المشاعر هي التي تتكفل بكل شيء وهي التي لا تتكفل بأي شيء ..
إنها مجرد لحظة أو لحظات أو هنيهة أو هنيهات ليس لها أوراق في كتب التاريخ و الأيام ولكن .. قد يكون وقد لا يكون لها تأثير في تعاقب السلوك و هطول النتائج ..
فهلا وقفت لحظة مع نفسكَ أو نفسكِ...لعلها تثير الخامد من البراكين ولعلها تطفي نيران ولعلها تغدو ك/رمي مرساة في مرفأ بحر بلا أمواج وبلا شطآن.
عندما تغلقُ في وجهك كل الدروب و جميع الطرقات و يصبح العالم أصغر من ذرة تراب و السموات كأنها أرتاج تعاني من ضيق في الشهيق و الزفير و يصبح التنفس ضيق ضمن قفص عظام صدرك و تتسارع الزفرات .
فمن الخلف و من الأمام و من حولك ترى كل الناس لكن للأسف لا أحد منهم يسمع صرخات أعماقك و أنين روحك فـ تئن و تبكي بصمت و تدمع العيون بلا دموع فـ تذهب لتختار لنفسك وسادة من عزلة لتتألم وحدك و تصرخ وحدك و تبكي وحدك ، إنها لحظة من عمرك وحياتك قد تكون قصيرة و قد تكون طويلة لكنها بجميع الأحوال تبقى (لحظة) قد جمعت فيها كل الأوجاع وكل الأحزان التي استباحت ثنايا نفسك وروحك,,,
في لحظات قصيرة تحاول نسيان كل ما تعلمته عن الرضا وعن الصبر و عن قدرة التحمل و تحاول نسيان كل شيء في تلك اللحظة و فجأة تتذكر كل شيء من معاناتك مع الضيق و الصراخ و الأنين و تتذكر كذلك أنك لازلت على قيد الحياة في زمن مقداره لحظة لا أكثر ..
تتذكر بـ أنك كنت ذلك العاشق الذي عاش الحب و لكن لم تقترب منه و تتدفق لحظة الذكرى لتقترب من شيء كان اسمه إلفة ومع ذلك كنت تشعر بالغربة ،، وفي لحظة من عمر الزمن المديد تتذكر أنك مجرد عابر سبيل وأنك لا بد راحل و ستفارق الأُلاف ..
وفي لحظات من فرح تتذكر أنك كنت فرحاً ولكن بدون ابتسامة وبأنك تسير تحت الشمس ومع ذلك لا يرافقك حتى ظلك .. تحاول أن تنسى كل خصوصيات زمنك وكل ما تملكه و كل ما راح منك وما رحل عنك و لا يبقى لديك الا لحظة تستشعر فيها أنك (إنسان),,
وكل ماعليه أن يقدمه و أن يفعله هو ممارسة طقوس من نسيان بينما ناقوس الذكريات يدق بقوة و عنف على جدران الذاكرة و الأوردة..
للحظة سوف تتذكر أنك نسيت كل ماسبق فتحاول النداء ليسمعك الناس و ترسم ضحكات ليفرح معك الناس و تلحق بالإلفة فـ تشرع المجال للهواء أن يسكن صدرك لتشعر أنك حي لمدة لحظة عندها سوف تعتمرك ثورة متوقدة في أعماقك ثورة عمرها الافتراضي لـ/حظة .. لاأكثر...!!!
بقلمي مما نشرته في اخبارية حائل