الحب والجمال والأخلاق

كل شيء يبدأ برعماً

فالزهرة تنتظر فصل الربيع لتثمر فيحلو قطافها

و الطفل الصغير برعم الحياة أيضاً ينتظر ويصبر ليكبر و ينضج و ينتج

الحرف ينتظر بقية الحروف ليكبر و يصبح كلمة

الموهبة برعم ذاتي تنتظر أن تكبر لتثمر و تعطي نتاجاً يانعاً يحلو قطافه في مواسم القطاف

كل شيء من حولنا جميل وكل المخلوقات تحتاج لمساحات من التفكير و التأمل

فالتفكير و التأمل عنصران ذوي أهمية شديدة لبلوغ الفكرة

الفكرة في مهدها قابعة .. و الستائر من حولها مسدلة

تحتاج كذلك لمن يرفع عن خشبتها الستار لتبدأ بالنمو و النمو لتصبح اقصوصة

قد تكبر الاقصوصة لتصبح قصة و من ثم رواية

وقد تغدو مسرحية حياتية يومية نعيشها و نتعايشها في ظلال وارفة

الروح سر من اسرار الله تعالى أودعها هذا الجسد الفاني

يموت الجسد بعد أن يكبر و ينمو ويلحق بالتراب و يتلحف الاكفان

وتبقى الروح عند بارئها ... ترى مقعدها ..

لست بصدد شرح و إسهاب في ذلك فالروح علمها عند ربي

ولست بصدد محاضرة وعظية

بل اجمع شتلات الأزهار و أحيطها بشريط حريري لا كي يقص عند افتتاح مشروع تجاري

أو عمل قصصي أو بناء درامي أو حتى افتتاح موضوع

إني أجمعها و احيطها بالشريط كي أقدمها للحياة

أزرعها في رحم الأرض .. لتنمو فيغدو الكون اجمل و الفضاءات أرحب

باقة ازهاري مختلفة الألوان .. مختلفة الصنوف و الطعوم و الرائحة

احتوت النرجسات و السوسنات وبعض الجوريات ومن بينها تلك البنفسجات

يقال في المنتديات اعرف شخصيتك من نوع سيارتك أو نغمة جوالك

وربما يقال اعرف شخصيتك من خلال فاكهتك المفضلة

ولعلي اطرح مفهوماً اعرف شخصيتك من خلال ازهارك

لا ... ربما هذا المفهوم قد تم التطرق له بمنتدى أو آخر

سأطلب عبر مقالتي القصيرة

اعرف شخصيتك من خلالك ..

هل تهوى السقوط الى الاسفل ...

أم تعشق السقوط الى الاعلى

هناك من يحبذ السقوط في جهنم ..

و هم في ذاك المسار سائرين .. و مختلف الوسائل متخذين

وهناك من يحبذ السقوط الى الاعلى ..

جميل أن يتساقط بعض منا الى الاعلى

أي ان يصل الى فهم الكون و معرفة اسراره من خلال تأملاته

و يدرك الكينونة و الغاية منها ،،، بداية بالنقطة و انتهاء بها

ما أرحب السقوط الاعلى و خاصة إن قديتنا القيود

ولم ينصفنا إلا بعض منا .. ضمن بوتقة السقوط إلى الأعلى

يستحب النفاذ من خلال بعض المطبات الهوائية

و النهوض من العوالق الطبيعية

و تجاوز الاحباطات السيكولوجية


للسقوط الى الاعلى طعم خاص .. لأنه الى الأعلى ...



وليس من الأعلى

مخالفاً بذلك القانون الفيزيائي للثقافة ...وحسب ماقاله الشاعر هولدرين