تعب قلبي ....،،،،
by
, 12-01-2010 at 01:28 (4678 المشاهدات)
لَمَا أشرقَتْ شمسُ نهَارٍ نصحو لنرىَ أنفسنا من عِدادِ الأحيَاءِ ف نقولُ الحمدُ للهِ..
نخرجُ من بيوتِنَا ف نرى زرقةَ السماءِ ... ف نشكرُ الله...
نرى الأشجَارَ باسقةَ الأفنانِ خضراءَ ... ف نحمدُ الله...
نرى الأرصفةَ و الشوارعَ و المبانيَ ... ف تشرئبُ النفوسُ بسامةَ الثغرِ...
ندخلُ إلى الدوائِرَ الرسميةَ و الحكوميَةَ و نرى مقعَدَنَا باقٍ ف نُصَابُ ب فوبيَا الوطنيَةِ...
كلٌ شيءٍ آبدٍ في بلاديَ ... حتى المقابِرَ التي تستقبلُ يومياً عدداً لا بأس بهِ ممن يصابون
ب الموتِ... فتبتلعهمُ الأجداثُ كما يبتلعُ الإعصَارُ المدنَ..
كلُ شيءٍ يمكِنُ قبولُهُ في بلادي...
وكل شيءٍ واردٍ و خاضعٌ لنظريةِ الاحتمَالِ...
ومعَ التغيرات البيئيةِ و المناخيةِ و الاعتصارِ الاقتِصادي ... تغَيَرت معالمُ الحيَاةِ ف استطالتِ
الأدمغةُ و تقعرت...و النفوسُ لا تزالُ راضيَةٌ... حامدةٌ ...
ومنْ جُملَةِ الآوابدَ في بلادنا العربية ما يُسمى ب الأهليةِ في الدوائرَ و المؤسساتِ الحكوميةِ
ف المديرُ العام للمؤسسة الفلانيَةِ ومن تاريخِ مباشرتهِ مهامَ منصبهِ الميمونَ يسعى جاهداً
ل تعيينِ أفرادَ أسرتهِ ك نواب و سكرتارية وأعضاءَ مجلسِ إدارة...
و الوزيرُ الفلاني ... لم يدعْ فرداً صغيراً أو كبيراً في بلدتهِ إلا أحضرهُ إلى وزارتهِ... بدافعِ الغيرةِ الوظيفيةِ
حقولٌ مزروعَةٌ ب الأقاربِ و أقنيةٌ لتواصلٍ ورحمٍ غيرَ مسبوقٍ..
هذا إبن عم الوزيرِ وذاكَ أخاهُ و تلك خالتهُ و ذي ابنةَ عمتهِ ...
موظفو القسمِ الفلاني من بيئةٍ واحدةٍ و من قريةٍ واحدةٍ لا ثانيَ لهَا ...
فهم بطانَةُ الوزير و هم حماةُ الديارِ عليهمْ سلام..
نسعى للولوجِ في تلكَ المحيطاتِ الرابيةِ فنرى أن الأمر في استفحالٍ مريبٍ...
و أهليَة.. و محَليِة و يابِنت قُولي لأمكِ...
طالتْ تلكَ المشَاعرَ المتأخيةِ مع أفرادِ البلدة و القرية و الحَارة حتى تخرتْ منا العظمَ و المفصل
و أصيبَ ب الهشاشةِ .. ف سَهُلَ كسرهُ و التواءهِ ...
لا نرىَ تغييراتٍ منظورة ولا مكتوبةٍ.. وليس لدينا بشائرَ لمعالمَ أخرىَ سوى كما اعتدنا
زرقَةَ السماءِ و الأشجَارِ الخضراءِ و المقابرَ الصماءِ...و الأهليةِ في الدوائرِ و المؤسساتِ
مؤسفٌ حالُ الوَطَن... بديمومَةِ تلكَ المعالمَ .. ومؤسفٌ أكثرَ حالُ المواطنُ اللاهثِ وراءَ
الأحلامِ وأضغاثِهَا و الكوابيسِ و ظلامهَا و نبوءةٍ استحال قدومِهَا..
واقعٌ قد شُيّدَ ب جدرانٍ شاهقَةٍ... تُعانيَ الصدعِ .. لكنْ .. متى ؟ الانهيَار.. !!
تعِبَ قَلبي ... ف لا أتلمسُ سِوى مثوىَ لأفكارٍ قد شُيَعَتْ ل لَحدِهَا ريعَانةَ العمرِ ..