العماء عماء البصيرة ..!!!
by
, 01-05-2010 at 03:22 (5258 المشاهدات)
أريد أن أتجرد من ذاتي وأخلع عني أحزاني وأضيف نوراً لحياتي
أريد أن أغير قناعاتي و ألغي من داخلي خيالاتي لعلي بذلك
أستجمع ماضاع مني و أتخلص من العثرات ..
ليست مقدمة لمقال فكرت فيه ساعات بل بوح فتساقط كلمات فوق سطور
حينما يحرض المشاعر ألم و خيفة وحينما يصبح الحب قصاص ورمي بالرصاص
وكلما تعثر درب في الوصول الى الحب نلوذ لقصائد قيلت منذ أزمان ..
ومنها تلك التي وصلت اليوم فاشعلت هدوئي وأحرقتني فتطاير مني شرر
من ماء مالح خدش مدامعي وجرح وجنتي ..
قالت لهُ...
أتحبني وأنا ضريرة ...
وفي الدُّنيا بناتُ كثيرة ...
الحلوةُ و الجميلةُ و المثيرة ...
ما أنت إلا بمجنون ...
أو مشفقٌ على عمياء العيون ...
قالَ ...
بل أنا عاشقٌ يا حلوتي ...
ولا أتمنى من دنيتي ...
إلا أن تصيري زوجتي ...
وقد رزقني الله المال ...
وما أظنُّ الشفاء مٌحال ...
قالت ...
إن أعدتّ إليّ بصري ...
سأرضى بكَ يا قدري ...
وسأقضي معك عمري ...
لكن ..
من يعطيني عينيه ...
وأيُّ ليلِ يبقى لديه ...
وفي يومٍ جاءها مُسرِعا ...
أبشري قد وجدّتُ المُتبرِّعا ...
وستبصرين ما خلق اللهُ وأبدعا ...
وستوفين بوعدكِ لي ...
وتكونين زوجةً لي ...
ويوم فتحت أعيُنها ...
كان واقفاَ يمسُك يدها ...
رأتهُ ...
فدوت صرختُها ...
أأنت أيضاً أعمى؟!!...
وبكت حظها الشُؤمَ ...
لا تحزني يا حبيبتي ...
ستكونين عيوني و دليلتي ...
فمتى تصيرين زوجتي ...
قالت ...
أأنا أتزوّجُ ضريرا ...؟؟
وقد أصبحتُ اليومَ بصيرا ...
فبكى ...
وقال سامحيني ...
من أنا لتتزوّجيني ...
ولكن ...
قبل أن تترُكيني ...
أريدُ منكِ أن تعديني ...
أن تعتني جيداً بعيوني !!!!
نزار قباني...
عذراً شاعر الياسمين والماء ، عذراً أيها الأمير الدمشقي
بطلة قصيدة الضريرة حرمت من نعمة البصر والبصيرة
وعندما عاد لها بصرها بعد التبرع لها ممن أحبها بقيت في ظلامها
النفسي والروحي ولم يحرك الضوء الذي تسرب من عينيه لداخلها اي ركن من بصيرتها
فاغترت بنفسها وتمردت على من منحها حق الاستمتاع بالحياة
وهذا لا يترجم الا بعماء اللبصيرة والقلب..
ليس شرطاً أن نرى و نٌرى وليس هاماً أن نحدق في ذلك المدى
فالمهم أن نستشعر بالقيم والجمال والحب بأرواحنا ونعيشها من داخلنا
لا أن نعبشها في ظاهرنا..
كما يحق لي أمام مشاعر ذلك العاشق ان انحني اجلالاً فمثله اليوم قليل
ومن يعطي بلا مقابل تندر وجوده في هذا العالم ..
ويبقى السؤال قائماً هل كانت تلك الفتاة تستحق تلك العينان؟
ألم يدرك بداخله أنها ستتمرد على اعاقته التي ألحقها بنفسه
وتتخلى عنه لدى أول استفاقة من الظلام ..
هي ابصرت وعاد لها ضوء الأحداق لكن هل هناك أمل أن يتسرب
ذلك الضوءالى اعماقها فتشعر بقيمة الاشياء..؟
أو أعود لمقولتي تلك ( اضحى اليوم كل شيء كأي شيء ).
للأسف كلنا اليوم نرى ونضع فوق أعيننا العدسات اللاصقة ومنا
من يستعين بالنظارة و عولجت أمراض العيون بالليزر ولكن كل ذلك
لم يكن ليخلق في هذا المدى إنسان يرى بنور ربه و هدي الرحمن
ليس المهم أن نكون مبصرين بل أن نكون متبصرين
والتضحية أعظم خلق يمارسه الانسان ولو كان الآخـر لا يستحق
فإنما من يمنح يمنح لذاته قيم لا يشعر بها أي إنسان ..
لم ينتصر الحب هنا في القصيدة رغم التضحية لكن انتصرت معاني هامة وأخلاقيات
نادرة منها التضحية ..
نضحي ونحيا العمر أملاً بالعثور على من يستحق الحب والتضحية ولا نعيش بعماء القلوب
بل بنور الإله ومع ذلك كان الزمن بخيلاً معنا فحرمنا من أشياء كثيرة منها الحب والوفاء
والتضحية كأنما لا نستحق او كأنما من حولنا ليس لديهم بصيرة ..
العماء ليس عماء عينان بل عماء قلوب ..فهل يمكن للقلب أن يعالج بالاشعاع الليزري
ليستعيد النور ..
من الصعب على من سكن قلبه الظلام أن يرى تفاصيل الاشياء من حوله ويستشعر بقيم
هي الماء والوقود لحياة الانسان ، نركض لاهثين وراء شعاع النور فماذا نسمي تلك الخيبات التي تلوح قبل أن تبدأ الرحلة ..
اطلالة :
لم يكن الزمن كريماً معي
لأرى من يهواه قلبي
فهو يعيش في ذاكرتي
ويحيا مع نبضات وريدي
أدركته بضوء فؤادي
لكن ..!!
كان الطريق الى قلبه
ليس له عنوان ..
ليس له عنوان..
ليس له عنوان..
فما اصعب أن تهوى امرأة رجلاً
ليس له عنوان ..(عذراً نزار الماء والياسمين).