قليل من الحب كثير من الكراهية ...!!
by
, 10-04-2010 at 01:51 (5160 المشاهدات)
في سالف الأزمان كانت هناك بلاد صغيرة جداً تقع في أحد أطراف هذا العالم تحيا بأمن وأمان وسلام..، مواطنيها ليس بينهم خلافات ولا شجار ولا كراهية ..
أما السموات فهي حالة وفاق مع الأرض ، فأرضها خصبة تنتج الفاكهة والأعناب والتمور يانعة كما تميزت تلك البلد بأنها لاتحتوي الأمراض ولا يسودها فقر ولا فقراء ولا تعاني من أزمة مع جيرانها .
وفي يوم من الايام ظهر ملك تلك البلاد يخاطب ملأً من الناس بأن خيرات بلاده لأنه حاكمها ولأنه يتمتع بالحكمة و التفكير ..
لكن الملكة انبرت وأجابت بروح يكتنفها الغضب والانزعاج بأن لولا وجودها كملكة لتلك البلاد لما سادت السعادة البلاد وأردفت قائلة بأن وراء كل رجل عظيم امرأة فحينما تزوجت منك كنت في قمة الطيش والغرور بينما أنا فكرت بذكاء فإن كنت أنت تحكم البلاد فأنا التي كنت أحكمك ..!!
وتفاقم الخلاف بين الملك والملكة حول مصدر الرفاهية والسعادة والأمن الذي يحيا به ذلك الشعب ..
وبعد جدلٍ طويل تقدم حكيم منهما قائلاً : السر في ذلك لا الملك ولا الملكة
إن ماوراء سعادة الشعب ورفاهيته هناك أربعة أفراد هم فيل وثعلب وحمامة ونملة .
وفي يوم من الايام وقفوا قرب شجرة معمرة يتسائلون أيهم أكبر عمراً وأيهم أصغر ..
قال الفيل كنت أطول من الشجرة وأضخم منها ، أما الثعلب فقد قال كانت ظلالها أصغر مني ثم اردفت الحمامة قائلة بأني أنقر وريقات الشجرة وهي صغيرة أما النملة قالت بأني أنا التي حملت بذرة هذه الشجرة وغرستها هنا..!!
فاتفق الجميع على أن النملة هي الاكبر عمراً رغم صغر حجمها..
لذلك كانوا كلما مضوا في طريق كان الثعلب يستقل ظهر الفيل في حين كانت الحمامة تقف على ظهر الثعلب وأما النملة فكانت تقف على رأس الحمامة فتلتقط البذار من أغصان الأشجار ثم تطير الحمامة الى ارض مناسبة للزراعة فتحفر النملة الحفر لتزرع فيها البذار فتنبت تلك البذار حاملة وفرة وغذاء وثمار يقتات منه الجميع..
وكما لم تعد اي بذرة صعبة المنال عليهم لذلك اتفقوا فيما بينهم عندما يواجههم الخطر كانت الحمامة تنبههم عنه فيهرب الجميع وينجون بأرواحهم.
إن تلك القصة تعلمنا أن الاتفاق ممكن بين جميع الكائنات ..في حين وضعنا في عقولنا أن الاتفاق على أمر من الأمور أو قضية من القضايا أشبه بالمستحيل .. إن لم يكن مستحيلاً..
القصة و العبرة المستخلصة منها وردت في كتاب الحكم للأديب الفرنسي الشهير (لارشفوكو) ويعتبر هذا الأديب من كبار المساهمين في الترسيخ لمعنى العدالة والذوق لدى الفرنسيين ففي كتابه الصادر عام 1665 أوضح الأديب الفرنسي مطامع وفساد المسؤولين في تلك الحقبة باستخدام اسلوب التورية الواضح في كتابه ( الحكم).
من أشهر أقواله : السلطة تجعل تجعل العقلاء حمقى ..
ومن أقواله : أن السلطويين يكثرون من الخطابات التي تحتوي الفاظ رنانة
ولكنهم كأنهم لم يقولوا أي شيء .. في حين المثقفين باستطاعتهم قول مايريدونه بمفردات أقل ..وأسلم أنواع السياسة هو [ الصمت ].
فإلى أي مدى ينطبق ماجاء في كتاب الحكم للأديب الفرنسي مع واقعنا الحالي ..
وخاصة أننا نرى كشعوب تناقضات كافية بالتراجع بنا آلاف السنين الى الوراء .
.