خلوة فكرية ...!!
by
, 20-03-2010 at 23:54 (5303 المشاهدات)
إن الوقت الذي يستغرقه العقل بين التفكير والكلام يكاد يكون في حالة انعدام
فلا وقت متاح وكافٍ بين مرحلة التفكير والكلام وقد يكون احياناً الوقت خاضعاً لشروط
معينة للابتداء والانتهاء فتصبح عملية الكلام عملية معتادة و مكررة فلا تمس تقاليد بيئة معينة ولا تخاطب عقول من يحيط بنا.
إن أوقات التأمل والخلوة بالفكر و العقل تتيح لنا الاستشعار بكل مايحيط بنا من ماديات و معنويات فحينما نخضع الفكر والعقل لعملية التأمل إنما نرتفع بهما عن الرتابة و التكرار
ونبتعد بهما عما يجول في النوايا أكثر ..
فالبعض منا لا يمنح وقتاً كافياً للتفكر فسرعان مايتكلم حينما يكاد يفكر لذلك تصبح الافكار ممجوجة و صلصالية الأساس سرعان ماتظهر وسرعان ماتتبعثر .. وكأنها لم تكن موجودة في الاساس ..
في تلك الغوغائية الفكرية يكثر الغلو فيتم تجاوز كل الاشارات سواء كانت حمراء أو صفراء حتى يبلغ من يتخذ من ذلك اسلوباً إلى بلوغ مرحلة التواطؤ مع الذات فيقوم بتجريد فكره العفن على الملأ وخاصة إن كان ذلك على أرضٍ لا تتنفس من السماء
ولاتستقبل فيضاً سوى الافتراض..
فيمارس القتل والسفك ويرفع من يريد ويسقط من يشاء ويكتب مايشتهيه
ويسطر ما يوافق هواه .. ولا بأس إن كان ذلك مناطاً بحدوده الفكرية فلا يشاركه بها الغير ولا يتقاطع مع آخرين ..أو كائناً من كان ..
ولابأس كذلك إن فقدت الفضائل مغناطيسيتها فلم تعد جاذبة لأولئك السالكين تلك المسالك ..
وبعد هذه الرحلة الطويلة يصلها أولئك منهكي القوى فيحاولون الكفاح قليلاً لإيجاد
أفكار حقيقة لكن ما إن يتم ذلك حتى تبتلعهم مقبرة الصمت مثل أحوال الأمة العربية
في الأزمات سواء كانت عابرة او غير عابرة ..
خلوة:
سبحان الله ذكر تعالى التفكر في أكثر من موضع من كتابه العزيز
والتفكر جزء من عبادة المرء ليقوم بالتقاط نقاط التصحيح فيرتكز عليها كأسس
قوي فيما يقدمه بعد ذلك فكر ومضمون ومحتوى ...
لكن ..الوضع مؤسف حقاً ... فالتفكر ليس له وقت ولا مسافة في عقولنا
لذلك كثرت الثرثرة الناتجة عن النطق بلا تردد وبلا حسبان وبلا تفكر ..
تقديري للعابرين من صومعة خلوتي ..