إطلالة....
by
, 24-02-2010 at 01:14 (5127 المشاهدات)
أستغرق بأفكاري ومعظمها يلوح بالتلاشي ولا يبق لي منها سوى بقايا أفكار أنثرها فوق الصفحات لأعود لها كلما ضاقت الحلقات واستحكمت بي الظروف القاسية.
ومن بين آلاف الحكايا التي ترتع بين بنات أفكاري تستحضرني حكاية ذلك الطفل الذي كان يعاني من تأخر دراسي وكسل في مدرسته وفي يوم من الأيام طلب من والدته أن تسجله في نادي لكرة القدم ، وافقت الأم على طلب الابن وكانت كل يوم تذهب معه لمكان التدريب ولكن الطفل لم يقدم أي جديد ولم يحقق أي تفوق فيما اختاره بنفسه .
وذات يوم تم الإعلان عن قيام مسابقة لكرة القدم بين مدارس المنطقة فتقدم الطفل من المدرب راجياً أن يمنحه اجازة بسبب مرض والدته ولأن المدرب متأكد ويثق بأن الطفل لن يحقق اي شي للفريق وافق مباشرة على منحه الإحازة .
و بعد اسبوع أقيمت المباراة بين فرق المدارس في المنطقة و فجأة حضر الطفل ليشارك بها و دخل للملعب و حقق نجاحاً باهراً وفوزاً لفريق مدرسته رائعاً فأدهش الحضور و بقية الفرق و اشتد انتباه المدرب له ولحق به بعد نهاية المباراة ووسط التصفيق و الفرح بالفوز سأله كيف حققت ذلك..؟؟
فأجاب الطفل أتذكر أمي التي كانت تجلس تراقبني أثناء التدريب لقد كانت كفيفة لا تراني فلم أكن أهتم لأحقق اي تقدم حينها ولكن منذ اسبوع توفيت والدتي وانتقلت روحها للسماء و لدي يقين تام بأنها من هناك تراني لذلك حققت هذا النجاح .
وهكذا انتهت القصة بتغيير جذري اعترى حياة الطفل فبرغم الحزن الكبير إلا أن احساسه وشعوره بأن عيناها ترقبان انجازه كان دافعاً للانجاز و مشاعره بأن هناك من سيفخر به كانت منعطفاً هاماً للتغيير ونحن لا يوجد من يفخر بنا ولا من يصفق لنا لكن شعوراً مسكوناً في قلوبنا يقول لنا بأن هناك من يفخر بنا وبأعمالنا قد لا نراه عبر هذا الأثير لكنه موجود خلف الصفحات والكلمات وفي معاني تلك الحروف والكلمات موجود بشكل خفي كتلك الرسائل التي لايقرأها أحد سواه نشعر بوجوده من خلال وجداننا وأحاسيسنا وإن كان غائباً عن أعيننا فحضوره مسكون في الخيال وأما نبضاته وأنفاسه تنتقل بين الروح والحواس فإن بدى أنه غائب لكنه لا يغيب وإن حاول الهروب و الرحيل لكنه باق في أفئدتنا وعقولنا فهو الوحيد الذي يستحق أن ننجح و أن ننجز كل شيءٍ من أجله فهو كل ما نمتلكه وإن كنا قد خسرنا كل شيء وهو من يعرف بأننا نفعل ما نفعله من أجله وحده ..