مشروع انسان
by
, 22-02-2010 at 12:56 (4894 المشاهدات)
أبناء هذه الأيام غير قادرين على تحمل المسؤولية .. !!
هذه العبارة تقال باليوم والليلة آلاف المرات ..
لدى اي فشل أو اي اخفاق أو اي تداعي أو وقوع أخطاء .. نقول ابناء هذه الايام غير قادرين على التحمل و لاهم بقادرين على قيادة المستقبل.. وكأن المسؤولية تقع على عاتق هذا الجيل
الذي ولد في ظروف سياسية واجتماعية واقتصادية لا يمكننا القول عنها الا ظروفاً قاسية
و ملأى بالتناقضات .. ظروف لم يسبق أن شهدها التاريخ من قبل و لن تدونها الأزمنة
لما فيها من انتكاسات و مشكلات و اختلاطات منعت وضوح الرؤيا و انبلاج العتمة.
نحن كمجتمع ينتمي للعالم الثالث نغض الطرف عن مسؤلياتنا التي تستوجب المواجهة
و نلقي على الجيل الجديد كل النتائج وإن لم يكن له يد فيها وليس له علاقة بها سوى أنه
ولد وترعرع في ظلال مارسمناه من تقاطعات وتشابكات لا يمكن تفسيرها ولا يمكن تحليلها.
أبناء هذه الايام غير قادرين على تحمل المسؤولية ومن القائل هنا أم أو أب .. جد وجدة
و الكبار من تلك العائلات التي أنجبت للمجتمع جيلاً يُرى بأنه غير كفء للقيام بواجبه
وماهي واجباته التي يفترض ان يقوم بها هنا يقع السؤال ويبحث عن اجابة ؟
فهل قام الأجداد أو الاباء والامهات بتلقين أولادهم ألف ياء الواجب .. بالطبع لا ..!!
الا في بعض الامور كالزواج مثلاً ...
فما إن يكبر الشاب ويتجاوز المراهقة بأيام حتى يفكر الاهل بتزويجه من بنت تنطبق عليها
الشروط والمواصفات الموضوعة لشراء غسالة اتوماتيكية أو مكنسة كهربائية ..
وتبدأ رحلة البحث عن الحسناء ذات القد المياس و العمر يجب أن لا يتجاوز الـ 14 عام.
وبعد العثور على المواصفة القياسية لزوجة الابن تقام طقوس الزواج من اعراس و حفلات
و يبدأ المشوار الذي كيف بدأ وكيف سينتهي هذا ماستحدده دوواين المحاكم الشرعية
فيما بعد ..
وتبدا مسيرة اغتصاب الطفولة لتمر بمراحل عديدة تثبت بأن المسؤولية الملقاة على عاتق
أولئك المراهقين و الأطفال أكبر من استطاعة الاحتمال ، ليولد لنا بعد ذلك جيلاً مشبهاً
بالانسان .. جيلٌ خلقناه حسب عادات بعض البيئات التي لاتزال قابعة في دور مظلمة
و تحتكمها العادات البالية ..
معظم تلك الزيجات تبوء بالفشل بعد سنوات قليلة وهذا ماتثبته دوائر الاحوال المدنية
و المحاكم الشرعية بأن نسب الطلاق تتفاقم بالنسبة لنسب الزواج ..
أما المجتمع ينسب الفشل للجيل غير القادر على تحمّل المسؤولية ..وأنه جيل هش
و سريع التداعي و الانهيار والانكسار ..
ومن غموض تلك العلاقة الناشئة بمباركة القوانين كلها وببريق القفص الذهبي المعد
لوأد الطفولة والمراهقة ضمن قضبان من العادات والتقاليد يولد جيل غير قادر على تحمل
المسؤولية فعلاً ولاتزال المشكلة تتفاقم حتى بلغت الذروة بنات مطلقات في سن الـ16 سنة
وشباب فقدوا لذة المتعة بالشباب في سن الـ 19 وهلم جرى ياعادات وياتقاليد ويامجتمع
إلى أين تمضي بنا وإلى أني أنت ماضٍ ... وطالما تلك هي البنية المجتمعية في الداخل
فكيف سنتصدى لما هو وافد ...!!؟