محكمة الظروف.. !! ؟
by
, 03-04-2010 at 22:44 (5133 المشاهدات)
أن حياة المرء اليومية حياة ناتجه عن ما يفكر به عقله.. وما يسعى إليه ميوله وأهوائه
قد تجرفه إلى مبادئ فإن كانت تدعو للفضيلة بعثته للحق والحقيقة..
وإن كانت تدعو للرذيلة أرسلته بعيداً عن واجباته..
لهذا ليس هناك في الحياة أجمل من أن يكون الإنسان نفسه..
دون أن يبدله شيئاً مما حوله إلا على منهجه وصدقه..
وأني رأيت كثيراً من حولي من باعوا أنفسهم وضمائرهم
لأشياء لا تبقى لهم ولا تنفعهم يوم لا ينفع فيه إلا صالح أعمالهم..
فأعلم أن هناك من الناس من أوصلته أموره وظروفه إلى خارج إرادته
فخسر نفسه وضميره دون أن يشعر في ذلك.. أو دون أن يكون له موعداً مع ضياعه
نعم فبعضهم وجد حاله في طريق الضياع دون إنذار سابق..
وربما استقامته في بداية حياته كانت عزائه في ضياعه وبقاءه على ما هو عليه..
لهذا أن واقع الظروف أحياناً يكون أكثر قسوة وألماً لأصحابها..
ولكننا مع هذا.. نتعلم في الحياة ونرى الكثير منها..
ومن واجبنا نحوها أن نأخذ منها ما ينفعنا ونترك ما يضرَّ بنا..
ولكننا للأسف الشديد.. أننا نأخذ منها كل شئ ومن أيَّ شئ..
كأكلنا لكل الأشياء التي أمامنا.. دون أن نحسب أمراً لصحة أجسادنا..
أننا نريد من الحياة كل شئ.. مع أننا لم نقدم لها أيَّ شئ غير طمعنا وجشعنا..
ونسقط مره ونقف مرة أخرى.. ونمرض بعض أحيان فنتذكر دعائنا وصلاتنا
ونشفى كل الأحيان فننساها وكأن هناك من يدفعنا دفعاً إلى غير صدقنا وغير أخلاصنا.. !!؟
كل ذلك لأن الظروف وعوائدها تتحكم فينا وتأمرنا بغير طريقنا..
فلماذا لا نحكمها ونجعلها تتشكّل كما نريد نحن لا كما تريد هي.. !!؟
فبعض الناس من يقول هذه هي أقداري.. وهل من القدر الفرار.. !!؟
ليس صحيحاً ذلك.. فأقدارنا لم تتمنى لنا أن نبيع أنفسنا أو ضمائرنا
أو نضعف أمام الظروف ونكون غير ما يجب أن نكون..
فالإيمان دراجات والصبر سيدها وأهم ما فيها..
فأن سقط الإنسان.. فهذا لأنه سقط من نفسه..
فلم يجد الإيمان بعد سقوطه مكاناً له منه..
فأنعدم الصبر من داخله.. وأصبح في حياته أنه يريد كل شئ سريعاً..
مما استطاعت هذه السرعة أن تحتل كل أجزائه..
إلى أن خرج منه إنساناً غير نفسه ولا صدقه ولا أخلاقه..
ليكون شيطاناً تمتد أياديه إلى أفواه غيره.. ويأخذ أكثر مما يجب أخذه منهم..
لأن مبدأ السرعة يحول الأشياء إلى شئ غير مكتمل أو غير ناضج وصادق..
فالخير والصدق والوفاء والمشاعر والحب كلها أشياء تمر سريعاً.. لأن صاحبها دخل في عالم السرعة..
فأصبح يريد كل ما هو سريع.. حتى العبادات نجدها في دائرة السرعة وجدت مكانها..
وأصبح المرء يقضي فروضه وحوائجه منها بأسرع ما يمكنه فيها.. لا على أحسن وجه منها..
فبقي الإيمان كالضيف الذي يزورنا في بعض الأحيان..
فأن أكرمناه حصدنا موقفنا وكرمنا.. وأن أهملنا إكرامه رحل ولن يعود إلينا..
فيجب أن نكثر من عباداتنا ونتأمل أرواحنا حتى نزداد إيماناً وصدقاً..
ويحمينا صبرنا من تلك الظروف وينبّه فينا وقت خروجنا سواء عن أمورنا أو نفوسنا..
وللظروف بقية. . .