ثقافة قبول الآخــر
by
, 23-02-2010 at 15:09 (4938 المشاهدات)
لاتزال بعض الجهات ناشطة في تكريس ثقافة قبول والتسامح مع الأخر واحترام اختلاف الآراء ووجهات النظر فلقد بدأت منذ سنوات جهود رسمية واجتماعية في العالم العربي لإشاعة ثقافة التسامح لمعرفة الآخر و قبول الاختلافات وغيرها من المصطلحات التي تخفف من نزعة أنا دائماً على حق بما من شأنه أن ينعكس وفي شكل أوسع على تقليل الاحتقان الطائفي والسياسي لدى الشباب، وكبح ميلهم إلى البحث عن خيارات قصوى عنيفة ضد المختلف عنهم.
و في بعض الدول عُمِد الى تغيير المناهج الدراسية بما يفتح آفاق الطلاب على التجارب العرقية والدينية الأخرى ودفعت قطاعات أخرى ثقافية وفنية باتجاه نتاج فكري يتناول مكونات المجتمع المختلفة وإظهار أوجه التشابه بين عاداتها وتقاليدها بدلاً من التركيز الدائم على نقاط الخلاف وعلى رغم من تفاوت مستوى الافلام والكتب التي تناولت الطوائف والاديان في بعض البلدان العربية، فإنها كسرت حاجزاً اجتماعياً من دون شك وتقدمت خطوة ولو صغيرة باتجاه إذابة الجليد بين الجماعات.
لكن الواقع العملي يبقى بعيداً من قاعات المحاضرات الجامعات، فتلك المشاعر المتقبلة للآخر غالباً ما تبقى مسألة شكلية وتمارس من باب المجاملة الاجتماعية في احسن الأحوال. ويصبغ الآخر المختلف دينياً أو عرقياً أو لغوياً بألوان مختلفة تهدف في مجملها إلى تقزيمه وجعله ( بعبعاً) خطراً لا بد من إقصائه وحتى تصفيته.
وعلى رغم أن مفردة تسامح تفترض سلفاً قبول طرف اقوى بطرف اضعف، ولا تتضمن معنى المساواة الحقيقية بين مواطنين في بلد واحد، تبقى مرحلة أولى وأساسية لا بد من إرسائها للوصول بعدها إلى حال اشمل من القبول بالاختلاف من باب الحقوق والواجبات المتبادلة.
هذا الخبر نشرته صحيفة الحياة ..
بالمقابل ومهما تم تكريس لثقافة واشاعة قبول الآخر في عالمنا العربي و توطين التسامح في النفوس إلا أن ذلك يبدو صعباً بل مستحيلاً في ظل تغييب اركان التسامح والقبول و نشوء عصبية جديدة رافضة للأخر بكل المقاييس والسبل التي من شأنها توحيد القدرات و الجهود وارساءها
في عملية التنمية والتطوير ...
إن ثقافة الاختلاف لم تعد منحصرة فقط ببعض الاتجاهات بل صرنا نرى الاختلاف شائع بين افراد الاسرة الواحدة .. حتى وصلنا الى منعطف خطير وهو رفض الرأي الاخر سواء كان صادراً من الأب و الأم أو الأخ الاكبر مما أدى كذلك بالمقابل لظهور فردية في الرأي و العلاقة و الاتصال بالآخرين.
إن ثقافة التسامح من اهم أركان ديننا الحنيف ولكن تتلاشى كما تتلاشى بقية المثل والقيم و الاخلاق ..